٣ طرق لتهيئة وتعليم الاطفال الكتابة
كتبها: عبدالله العيسري
مؤسس مدرسة القارئ العبقري
ومؤلف منهج الكاتب العبقري
الكتابة مهارة تتجاوز كونها وسيلة للتعلم الأكاديمي إلى كونها أداة مهمة للتعبير عن الأفكار والمشاعر.
إن تعليم الطفل الكتابة تعد مرحلة متقدمة في تطوير مهارات الطفل في تعلم الكتابة ، فهي تتطلب التنسيق بين مهارات جسدية وعقلية متعددة.
لذلك، من المهم تهيئة الأطفال الصغار للكتابة بأسلوب ماتع يجعله يتحمس لاكتساب هذه المهارة.
إليكم ثلاث طرق فعالة لمساعدة الطفل على تهيئة نفسه للكتابة وتعلمها بطريقة مشوقة.
١. القراءة لتحفيز الكتابة:
الكتابة والقراءة عمليتان متكاملتان، فالقراءة تساعد الطفل على تنمية المفردات وفهم الأساليب اللغوية والتعبيرية، مما يجعله أكثر استعداداً للكتابة.
القراءة ليست مجرد مهارة للتعلم، بل هي جسر يمكن من خلاله نقل الطفل إلى عالم الكتابة؛ وهذا ما أشارت إليه أول سورة نزلت في القرآن الكريم؛ حيث ذُكر الأمر بالقراءة مرتين، ثم ذُكِرت أداة الكتابة القلم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اقرأ أيضا:
أفضل ١٥ طريقة لتعليم القراءة للأطفال
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إليك بعض الطرق التي تساعدك على تشجيع طفلك على القراءة وتوظيفها لتحفيزه على الكتابة:
– اختيار قصص مشوقة:
احرص على قراءة قصص مشوقة وجذابة، بحيث يتفاعل الطفل معها ويتخيل أحداثها وشخصياتها.
——-
قائمة مقترحة بقصص مناسبة للأطفال
١- النضار وإخوتها
٢- أين ذهب أخي؟
٣- أين ذهب القمر؟
٤- جارنا المريض
٥- تاج التفوق
٦- قصص أيوب
٧- مغامرات راعي فرحة
٨- حكايات علياء
٩- المارد ومحيي الدين
١٠- المكعب المظلوم وقصص أخرى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
– مناقشة القصة:
بعد قراءة القصة، اسأل الطفل عن رأيه أو اطلب منه أن يروي لك القصة بترتيبها. هذا يساهم في تعزيز قدراته على التفكير وتسلسل الأفكار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما ينغمس الطفل في القراءة، ستزداد قدرته على التخيل وتشكيل الأفكار، مما يسهّل عليه التعبير عن نفسه كتابةً. ويصبح لديه قاعدة لغوية وفكرية تساعده في الكتابة بمرور الوقت.
٢. تطوير مهارات العضلات الدقيقة
تعتبر العضلات الدقيقة في الأصابع واليدين أساساً مهماً للكتابة؛ فالتحكم في حركة اليد والإمساك بالقلم يعتمد على مرونة هذه العضلات وقوتها. هناك عدة أنشطة يمكن ممارستها لدعم هذا التطور لدى الطفل، ومنها:
– اللعب بالصلصال أو الطين:
يعمل الصلصال على تقوية الأصابع من خلال تشكيله وضغطه، وهو نشاط ممتع في الوقت نفسه.
– التلوين والرسم:
يُعتبر الرسم والتلوين من الأنشطة الممتعة التي تُسهم في تدريب الطفل على التحكم بالقلم وألوان التلوين.
– استخدام الملاقط:
يمكن للأطفال استخدام ملاقط صغيرة لنقل الأشياء الصغيرة، كقطع ورق أو خرز. هذه الحركة تساهم في تقوية عضلات الأصابع.
– الألعاب التركيبية الصغيرة:
ألعاب التركيب التي تحتاج إلى تجميع قطع صغيرة تتيح للطفل فرصة لتطوير مهاراته في التنسيق والتحكم في حركات يده.
إن ممارسة هذه الأنشطة بانتظام تساعد الطفل على الاستعداد للكتابة بسهولة أكبر وتقلل من الإحباط الذي قد يشعر به إذا واجه صعوبة في إمساك القلم أو التحكم به.
٣. تعريف الطفل بالكتابة من خلال اللعب
اللعب هو اللغة الطبيعية التي يتعلم بها الأطفال، ومن خلاله يمكن تعليمهم مفاهيم كثيرة بشكل ممتع وبعيد عن الضغط. بإمكانكم استغلال اللعب لإدخال الطفل إلى عالم الكتابة بطريقة سلسة ومرحة. إليك بعض الطرق:
– الكتابة بالرمل:
ضعوا بعض الرمل في صينية أو سطح مستوٍ، وامنحوا الطفل حرية كتابة الحروف أو الأشكال بأصابعه. يمكن لهذا النشاط أن يساعد الطفل في التعرف على شكل الحروف وتعلم رسمها بطريقة ممتعة.
– الألواح البيضاء والألوان القابلة للمسح:
الألواح البيضاء الصغيرة تعد وسيلة رائعة، حيث يمكن للطفل أن يجرب الكتابة ويمسحها بسهولة، مما يشجعه على تكرار المحاولة دون خوف من الخطأ.
– الألعاب التعليمية:
مثل ألواح الحروف المغناطيسية، حيث يمكن للطفل تشكيل الكلمات وتركيبها بترتيب سهل. هذه الطريقة تساعده على استيعاب الكتابة بطريقة ملموسة.
هذا النهج يجعل الكتابة تجربة ممتعة، ويقلل من شعور الطفل بأنها مهمة صعبة. عندما يرى الطفل أن الكتابة هي نوع من اللعب، سيصبح أكثر رغبة في تعلمها وتطوير مهاراته فيها.
نصائح إضافية للآباء والأمهات
إضافة إلى الطرق السابقة، هناك بعض النصائح التي يمكن للوالدين اتباعها لتعزيز تجربة الكتابة لدى الطفل:
– الصبر والتشجيع:
قد يحتاج الطفل إلى بعض الوقت لاكتساب الثقة في الكتابة، لذا من المهم تشجيعه وعدم استعجاله.
– تقديم الكتابة وسيلة للتعبير:
بدلًا من التركيز على الكتابة من حيث هي مدرسية، اجعلها وسيلة للطفل للتعبير عن مشاعره وأفكاره.
– التفاعل الإيجابي مع الكتابة:
إذا كتب الطفل شيئًا بسيطًا، امتدحه وعبّر عن إعجابك بما كتبه حتى يساعده في حب تعلم الكتابة، حتى ولو كان غير مفهوم فالتشجيع يعزز رغبته في المحاولة.
خلاصة
تهيئة الطفل للكتابة عملية مستمرة تحتاج إلى الصبر والإبداع. من خلال تقوية العضلات الدقيقة، وتقديم الكتابة بشكل مرح عبر اللعب، وتشجيع القراءة، يمكن للآباء تمهيد الطريق أمام الطفل ليتعلم الكتابة ويستمتع بها كجزء من حياته اليومية. وفي نهاية المطاف، سيتعلم الطفل أن الكتابة ليست مجرد واجب مدرسي، بل هي نافذة يستطيع من خلالها التعبير عن أفكاره وعواطفه.
