5 حلول مجربة للصراع بين الإخوة

العلاقة بين الإخوة واحدة من أكثر العلاقات تعقيدًا وتأثيرًا في حياة الإنسان. ورغم أنهم يشتركون في العديد من التجارب والذكريات، إلا أنهم في بعض الأحيان يواجهون صراعات تجعلهم يتصارعون ويتقاتلون بدلاً من التعاون والتضامن. فما الأسباب التي تقف وراء هذه الصراعات؟ وكيف نحلها؟

جدول المحتويات

1- التنافس على الموارد والانتباه

 في الأسر، يتنافس الأطفال عادة على الموارد المحدودة مثل الحب والاهتمام من الوالدين، وقد يؤدي هذا التنافس إلى ظهور الصراع بين الإخوة. قد يشعر الأخ الأكبر بأن الأخ الأصغر يحظى بمزيد من الاهتمام، في حين يشعر الأخ الأصغر بأنه لا يحظى بالعدالة.

وهذا السبب  الذي جعل أحد ابني آدم يقتل أخاه: (وَاتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ابنَي آدَمَ بِالحَقِّ إِذ قَرَّبا قُربانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِما وَلَم يُتَقَبَّل مِنَ الآخَرِ قالَ لَأَقتُلَنَّكَ قالَ إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ المُتَّقينَ)

2- الفروقات في الشخصيات والاهتمامات

تختلف شخصيات الأفراد بين الإخوة، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تصادمات وصراعات. فقد يكون لدى الإخوة اهتمامات مختلفة وأهداف متباينة، مما يجعلهم يتفاعلون بشكل مختلف في مختلف الوضعيات.

إن الصراع بين الحق والباطل – على سبيل المثال – مثال حي على الفروق في الاهتنامات؛ وقد أدى إلى أن يهم الأب الضال بقتل ولده المهتدي، كمال في قصة إبراهيم وأبيه: (قالَ أَراغِبٌ أَنتَ عَن آلِهَتي يا إِبراهيمُ لَئِن لَم تَنتَهِ لَأَرجُمَنَّكَ وَاهجُرني مَلِيًّا)

وفي حيوات الأطفال يغري الشيطان بعضهم بالاعتداء على الآخرين؛ لاختلافهم في الاهتمامات.

ويمتد إغراء الشيطان أحيانا إلى مراحل متقدمة من العمر؛ فكم من حوادث طلاق وخصام وربما اعتداء جسدي وقتل حدثت بين متحابين؛ لا لشيء إلا لنتيجة مباراة كرة قدم، فاز فيها فريق أحد الطرفين وهُزِم الآخر

——————————————–

اقرأ أيضا: كيف نقي أبناءنا من كيد الشيطان؟

———————————————-

3- الترتيب والتفضيلات الوالدية

قد يؤثر الترتيب الذي يأتي به الإخوة في الأسرة على علاقتهم. فقد يحظى الأخ الأكبر بمزيد من الاهتمام والتفضيلات لكونه الأكبر في الأسرة، مما قد يثير مشاعر الظلم والغيرة لدى الإخوة الأصغر سناً.

وهذا السبب الذي جعل إخوة يوسف يهمون بقتله: (إِذ قالوا لَيوسُفُ وَأَخوهُ أَحَبُّ إِلى أَبينا مِنّا وَنَحنُ عُصبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفي ضَلالٍ مُبينٍ * اقتُلوا يوسُفَ أَوِ اطرَحوهُ أَرضًا يَخلُ لَكُم وَجهُ أَبيكُم وَتَكونوا مِن بَعدِهِ قَومًا صالِحينَ)

4- نقص التواصل والتفاهم يسبب الصراع بين الإخوة

الصراع بين الإخوة

قد يكون الصراع بين الإخوة نتيجة لنقص التواصل والتفاهم بينهم. قد لا يكون الإخوة قادرين على التعبير عن مشاعرهم بشكل فعّال، مما يؤدي إلى تراكم التوترات والصراعات دون حلول فعّالة.

ويشيع هذا الأمر في الأسر التي يكون فيها فتور في العلاقة بين الزوجين، أو يكون الأب فيها حاضر غائبا. فيفقد الأبناء من يجمعهم ويوثّق المحبة بينهم وينقل لهم خبرات الحياة ومهاراتها الناعمة

5- الضغوط الخارجية

 تؤثر الظروف الخارجية مثل الأصدقاء، والمدارس، والتغيرات الاجتماعية على علاقة الإخوة. فالتأثيرات الخارجية قد تضع ضغوطًا إضافية على العلاقة بين الإخوة، وقد تشجع سلوكيات سلبية مثل المنافسة الزائدة أو الغيرة.

وتمثِّل أوضاع كثير من المدارس ضغطا شديدا على الأطفال؛ لأن الطفل يواجه فيها صعوبات متتالية تبدأ منذ خروجه إلى المدرسة في حافلة مكتضة ثم يجد بيئة مسمومة ينتشر فيها تنمر الطلاب الكبار على الصغار، ولا تتبع فيها المعلمات التعليم باللعب، ثم ينتهي اليوم الدراسي بواجبات منزلية مرهقة.

وعندما يعود الطفل إلى المنزل لا يجد وسيلة لتفريغ الضغوطات سوى أن يصارع إخوته ويصطدم مع والديه

——————————–

اقرأ أيضا: ٧ ضغوطات يتعرض لها الأطفال 

——————————–

الحلول المقترحة لـ الصراع بين الإخوة

رغم الصراعات، يمكن للإخوة بناء علاقات صحية ومستدامة بينهم. يمكن ذلك من خلال عدة إجراءات؛ أهمها:

1- ارتباط الوالدين بالله تعالى

فالطفل الذي ينشأ في بيت يقوم فيه الوالدان الليل ويذكران الله كثيرأ ويتلوان القرآن، ويقيمان حلقة منزلية لتدبر كتاب الله تعالى، وهما يدعوان الله تعالى دائمًا بالدعاء للذرية الوارد في القرآن الكريم 

هؤلاء الأطفال فرصتهم في القدرة على تجاوز الصراعات أوسع بكثير من فرص غيرهم.

مجانا: احتملوا كتاب الدعاء للذرية في القرآن الكريم

2- تحويل تباين الاهتمامات إلى تكامل

فمثلًا: إذا كان أحد الأطفال يحب التصوير والآخر متحدث لبق، نشجعهما على إنشاء قناة؛ أحدهما يصور والثاني يتحدث ويقدم المحتوى 

3- العدل بين الأبناء 

يجب علينا امتثال أمر الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: (فَاتَّقُوا اللَّهَ واعْدِلُوا بيْنَ أوْلَادِكُمْ) وإن كان الأب قد ابتلي بمحبة قلبية لأحد الأبناء تزيد عن محبته للآخرين فلا يجوز له أن يُظهر ذلك لأحد كائنا من كان

4- اختيار المدرسة المناسبة 

 من أفضل الحلول اختيار مدرسة فيها بيئة آمنة ومحفزة، مدرسة تربط التعليم باللعب والمتعة، مدرسة لا تعترف بالواجبات المنزلية الكتابية. لكي يذهب الطفل إليها بشوق ويعود إليها بشوق

اغتنم الفرصة وسجل معنا الآن